فتفرق في جسده، قال: فتخرج فينقطع معها العروق والعصب، كما تنزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك المسوح، فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملاتكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون: فلان ابن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى سماء الدنيا، فيستفتحون فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} قال: فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في سجين؛ في الأرض السفلى، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى ..) -فذكر الحديث في سؤال الملكين لهذا الرجل، وذكر عقابه-.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 3: 54 (12059)، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء -رضي الله عنه- .. فذكره.
وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان) 1: 355 (395)، وفي (إثبات عذاب القبر) ص 50 رقم (44)، من طريق أبى معاوية, به.
والحديث سبق برقم (80)، وتخريجه من مصادره الأصلية، ولكن ليس في شيء منها بيان المراد بعليين، وأنه في السماء السابعة.
والحديث المشار إليه مروي بهذا السند نفسه وتمت دراسته، والحكم بأنه إسناد صحيح، والله أعلم.
أوضح الطاهر بن عاشور أصل كلمة (عليين) الواردة في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ}، فقال في (التحرير والتنوير) 30: 203: "عليون: