قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69].
(198) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن مرسى كان رجلا حييا ستيرا، لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده؛ إما برص، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوما وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}).
أخرجه البخاري (3404) في أحاديث الأنبياء: باب في حديث الخضر مع موسى عليهما السلام، و (278) في الغسل: باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة، و (4799) في التفسير: باب قوله تعالى: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}، ومسلم (339) في الحيض: باب جواز الاغتسال عريانا وحده في الخلوف والترمذي (3221) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الأحزاب، وأحمد 2: 315، من طرق عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، واللفظ للبخاري في الموضع الأول.
قوله (الأدْرَةُ): نَفْخةٌ في الخصية، يقال: رجل آدَرُ بَيّنُ الأدَر، بفتح الهمزة والدال.
ينظر: (النهاية) لابن الأثير 1: 31 (أدر).