جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قرأ هذه الأية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} قال: (هم الشهداء).
أخرجه الطبري 18: 135، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا العوّام، عمن حدثه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- .. فذكره.
وعزاه في (الدر المنثور) 11: 413 إلى سعيد بن منصور.
قلت: ومع ضعف الإسناد لإبهام الراوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ فالظاهر أنه لا يأخذ حكم الرفع، لاحتمال أن أبا هريرة -رضي الله عنه- فسره باجتهاده اعتمادا على قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
حديث الصور بطوله؛ قد ضعفه أكثر العلماء، وإليك بعض عباراتهم في ذلك:
قال البخاري في التاريخ الكبير 1: 260: "مرسل، ولم يصح"، وكذا في التاريخ الأوسط (3: 428 - المحققة).
وقال ابن حجر في ترجمة (محمد بن يزيد) -أحد رواة الحديث- من (تهذيب التهذيب) 9: 462: "قال الخلال: سئل أحمد عن حديثه -يعني حديث الصور- فقال: رجاله لا يعرفون".
وضعفه البيهقي في (شعب الإيمان) 1: 535، وعبد الحق الإشبيلي في كتاب (العاقبة) -كما في (التذكرة) للقرطبي ص 221 - ورجح تضعيفه ابن حجر في (فتح الباري) 11: 376.
وقال ابن كثير في تفسيره 3: 287: "هذا حديث مشهور، وهو غريب جدا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة.