وهذا الراوي أيضًا مقلٌ جدًا من الحديث، ولم تذكر عنه رواية سوى هذا الحديث، ومثل هذا لا يتهيأ الحكم عليه باعتبار مروياته، وعرضها على مرويات غيره.
قال ابن عدي في ترجمة (سلم العلوي) من (الكامل) 3: 329: "قليل الحديث جدًا، ولا أعلم له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليل، وبهذا المقدار لا يعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف، ولاسيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر".
ينظر: الثقات 5: 569، تهذيب الكمال 33: 385، الميزان 4: 534، التقريب ص 646.
وحسَّن إسناده البيهقيُ في (شعب الإيمان) 1: 337.
وقال ابن كثير في تفسيره 5: 252: "غريب، ولم يخرجوه".
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 7: 55: "رواه أحمد، ورجاله ثقات".
تابع أبا سمية على هذا الحديث راويان -فيما وقفت عليه-:
(أ) عبد الرحمن بن شيبة.
فقد أخرج الحاكم في المستدرك 4: 587 قال: حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، والحسين بن الفضل البجلي، قالا: ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو صالح غالب بن سليمان بن حرب، عن كثير بن زياد أبي سهل، عن مسة الأزدية، عن عبد الرحمن بن شيبة، قال: اختلفنا هاهنا في الورود .. فذكره.
وسبقت الإشارة إليه، وذكر جابر -رضي الله عنه- فيه، في تخريج الحديث.
وشيخ الحاكم؛ إمام حافظ ثبت.
ينظر: السير 15: 398، تذكرة الحفاظ 2: 855.
وإسماعيل بن إسحاق القاضي؛ هو أبو إسحاق البصري، إمام حافظ متقن.
ينظر: تاريخ بغداد 6: 284، السير 13: 339، التذكرة 2: 625.
والحسين بن الفضل البجلي، انتقد ابن حجر -في اللسان 2: 353 - على الذهبي أن ذكره في ميزانه، وقال: "وما كان لذكر هذا في هذا الكتاب معنى، فإنه من كبار أهل العلم والفضل". ينظر: السير 13: 414.