عرض بعض المتأخرين لهذه المسألة (?)، ونصب فيها الخلاف بين العلماء على قولين:
1 - أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسَّر وبين لأصحابه كل معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه. ونسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2 - أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يبين لأصحابه كل معاني القرآن.
وعند التأمل يبدو أن الخصومة مفتعلة، وأن الخلاف لفظي، وأن حاصل البحث يؤدي إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن لأصحابه ما يحتاجون إليه في تفسير القرآن، وهذا البيان على صور يأتي بيانها -إن شاء الله- في المبحث الثالث.
وهل يتصور عاقل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسَّر للصحابة ألفاظ القرآن كلها كالجبل والماء، والأرض والسماء، مع علو شأنه في الفصاحة والبلاغة، وما اختص به من جوامع الكلم؟!.
إن مجرد تصور هذا القول كاف في إبطاله ورده, وكما قيل: توضيح الواضحات من المشكلات، وإذا كان هذا مما يأنف منه العقلاء من الأفراد (?)، فكيف ينسب إلى سيد العباد، وأفصح من نطق بالضاد؟!.
ولأجل هذا فقد حاولت تتبع تسلسل البحث في هذه المسألة، فوجدت أن أول من نصب الخلاف في المسألة بذكر القولين المتقابلين، وأدلة كل قول؛ هو الدكتور/ محمد