القرآن، لا أنها تتلى كما يتلى، وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك، والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة" (?). ثم ذكر الرجوع إلى تفسير الصحابة والتابعين.
وعلى هذا المنهج كان عمل السلف الصالح من الصحابة -رضي الله عنه- فمن بعدهم، كما قال عبيد الله بن أبي يزيد: (كان ابن عباس -رضي الله عنه-، إذا سئل عن الأمر وكان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن فكان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر به، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر -رضي الله عنه-، فإن لم يكن قال فيه برأيه) (?).
ويكفي في بيان عظمة السنة، وأهمية الرجوع إليها ما ذكره ابن تيمية قبل قليل من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، قال ابن القيم -رحمه الله- معلقا على الحديث-: "هذا هو السنة بلا شك" (?).
وعن أيوب السختياني أن رجلا قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير -وهو من كبار التابعين (ت 95 هـ) -: لا تحدثونا إلا بالقرآن، فقال له مطرف: (والله ما نريد بالقرآن بدلا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا) (?).