ضعيف مرفوعا، والمحفوظ فيه الوقف، والله أعلم.
هذا الحديث لو صح لكان فيصلا في مسألة نزول المائدة وهذه المسألة مما اختلف فيه أهل العلم، والجمهور على أنها نزلت.
وقد ساق ابن كثير في تفسيره 3: 230 - 231 بعض الآثار عن مجاهد، والحسن، رحمهما الله، في أنها لم تنزل، ثم قال: "وهذه أسانيد صحيحة إلى مجاهد والحسن، وقد يتقوى ذلك بأن خبر المائدة لا يعرفه النصارى، وليس هو في كتابهم، ولو كانت قد نزلت؛ لكان ذلك مما تتوفر الدواعي على نقله، وكان يكون موجودا في كتابهم متواترا، ولا أقل من الآحاد، والله أعلم، ولكن الذي عليه الجمهور: أنها نزلت، وهو الذي اختاره ابن جرير، قال: لأن الله تعالى أخبر بنزولها في قوله تعالى: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة: 115] قال: ووعد الله ووعيده حق وصدق. وهذا القول هو -والله أعلم- الصواب، كما دلت عليه الأخبار، والآثار عن السلف وغيرهم.
وقد ذكر أهل التاريخ أن موسى بن نصير نائب بني أمية في فتوح بلاد المغرب، وجد المائدة هنالك مرصعة باللآلىء وأنواع الجواهر، فبعث بها إلى أمير المؤمنين؛ الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق، فمات وهي في الطريق، فحملت إلى أخيه سليمان بن عبد الملك؛ الخليفة بعده، فرآها الناس، فتعجبوا منها كثيرا، لما فيها من اليواقيت النفيسة، والجواهر اليتيمة. ويقال: إن هذه المائدة كانت لسليمان بن داود عليهما السلام، فالله أعلم".
*****