"وسئل عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (القنطار اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء إلى الأرض).
فقال: يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه:
فرواه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، عن حماد ابن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وغيره يرويه عن حماد بن سلمة موقوفا، وكذلك قال حماد بن زيد، عن عاصم، والموقوف أشبه". وصحح ابنُ كثير في تفسيره 2: 20 روايةَ الوقف.
ورواية حماد بن زيدة أخرجها الطبري 5: 255 قال: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- موقوفا، ولفظه: القنطار ألف ومائتا أوقية.
وأخرجه البيهقي 7: 233 من طريق حماد بن زيد به، بلفظه.
وعزاه -أي الموقوف- في (الدر المنثور) 3: 479 إلى: عبد بن حميد.
وأخرج الطبري 5: 255 من طريق العلاء بن المسيب، عن عاصم بن أبى النجود، قال: القنطار ألف ومائتا أوقية.
وهذا يدل على أن عاصما اضطرب في الحديث، وأن المرفوع -الذي فيه: القنطار اثنا عشر ألف أوقية-، غير محفوظ، والله أعلم.
وعاصم؛ هو ابن بهدلة أبي النجود الأسدي مولاهم، الكوفي، أبو بكر المقرىء.
قال ابن سعد: كان ثقة إِلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه.
وقال أحمد: كان خيرًا ثقة. وقال ابن معين: لا بأس به. ووثقه أبو زرعة، والعجلي.
وقال أبو حاتم: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ.
وقال النسائي: ليس به بأس. وقال العقيلي: لم يكن فيه إِلا سوء الحفظ.
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.