وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد)) وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: ((أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ فقال: إني أذنبت ذنبًا عظيمًا فهل لي من توبة؟ فقال: هل لك من أم؟ قال: لا قال: فهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال: فبرها)) رواه الترمذي واللفظ له.
وعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي -رضي الله عنه- قال: ((بينا نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم ... الصلاة عليهما، -أي: الدعاء لهما- والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).
وعن أبي بردة قال: قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لما أتيتك؟ قال: قلت: لا، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده)) وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود، فأحببت أن أصل ذاك.
هذه إذًا جملة من هدي النبوة ترشدنا إلى كيف يكون الأبناء على درجة عالية من الإحسان إلى آبائهم، ومن القيام ببرهم وطاعتهم؛ سواء كان ذلك في حياتهم أو بعد مماتهم، وقد سبق أن ذكرنا بعض الأحاديث في الترهيب من عقوق الوالدين، ونضيف إلى ذلك ما روي عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعًا وهات، وكره قيل وقال وكثرة السؤال)).