وروى ابن ماجه بسنده عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم)) وروى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقّن الله عبدًا حجته قال: يا رب رجوتك وفرقت من الناس)) وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)). وروى النسائي بسنده عن طارق بن شهاب قال: قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من رأى منكرًا فغيره بيده فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيّره بلسانه فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيّره بقلبه فقد برئ، وذلك أضعف الإيمان)).
من هذه الآيات والأحاديث نستطيع أن نعرف الدوافع التي تدعو أيّ إنسان ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما نستطيع أن نعرف من له الحق في أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما للقيام بهذا الواجب من أثر في إصلاح المجتمع، فالذي يدعو أيّ إنسان ليكون مما أكرمهم الله واختارهم، ووصفهم في قوله: {الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ} (التوبة: 112) هو الإيمان بالله، وعلى قدر إيمان المؤمن يكون جهده في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك رأينا في الحديث المرحلة الأخيرة وهي التغير بالقلب، وفيها يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((وذلك أضعف الإيمان)).