من المطالب الأساسية، فقد يختار الرجل فتاة أو امرأة من بيت مغمور فقير، لا جاه له، فيكون في هذا الاختيار، وفي هذه الفتاة، وفي هذه المرأة الخير والبركة، لكن الأساس الذي يجب أن يكون هو المطلب الأساسي الذي يحمي هذه الأشياء، هو الدين؛ فبالدين تطيب الحياة، وفي ظلال الدين يتربَّى الأبناء وتحلو الحياة مع زوجة تعرف حق ربها، فتعرف حق زوجها؛ ليكون من ذلك السعادة في الدنيا وفي الآخرة.

فإذا ما اقتنع الشاب أو الرجل ووجد المرأة الصالحة بادر فتقدم لوليّها؛ لتتم الخطبة، وليتم الزواج بإذن الله تعالى، هذا الذي تقدم إلى وليّ الفتاة كما ذكرنا أيضًا من الواجب على وليّ الفتاة أن يُحسن اختيار من يتقدَّم لخطبة ابنته والزواج منها؛ لأن الإنسان الذي يتزوج من السهل عليه أن يغيِّر وأن يطلق، لكن الفتاة إذا ما ارتبطت كرجل كان من الصعب عليها أن تفارقه، ولهذا كان السلف يعرضون بناتهم على الصالحين؛ لأنهم يبحثون عن أهل الصلاح، ولا حرج في ذلك. فالأساس هو هذا الذي ذكرناه، ولذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يُعلّم أصحابه هذا اقرؤوا في (صحيح البخاري) ما ورد من أنه: ((مر رجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ما تقولون في هذا؟ قالوا: حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال أن لا يُستمع. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)) وهذا الذي ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقرير لأهل الإسلام بأن الواجب عليهم أن لا يأخذوا الناس بما ظهر منهم، وإنما عليهم أن يبحثوا عن الصلاح فإن وجدوا الرجل صالحًا؛ كان هذا الرجل حريًّا إن خطب أن يُنكح وإن شفع أن يُشفع، وإن قال يستمع لقوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015