وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ قال: قد كان ذلك بحمد الله، جاءه سبعون رجلا، فبايعوه عند العقبة، وآووه ونصروه، حتى أظهر الله دينه.
وأخرج ابن إسحاق وابن سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنفر الذين لقوه بالعقبة: «أخرجوا إليّ اثني عشر منكم يكونون كفلاء على قومهم، كما كفلت الحواريون لعيسى ابن مريم» . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء: «إنكم كفلاء على قومكم، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل قومي، قالوا: نعم» .
أرشدت الآيات إلى ما يلي:
1- أرشد الله إلى التجارة الرابحة المنجّية المخلّصة من العذاب المؤلم في الآخرة، وهي الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والجهاد في سبيله بالأموال والأنفس. قال مقاتل في آية: هَلْ أَدُلُّكُمْ..: نزلت في عثمان بن مظعون، وذلك أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أذنت لي فطلّقت خولة، وترهّبت واختصيت وحرّمت اللحم، ولا أنام بليل أبدا، ولا أفطر بنهار أبدا!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من سنتي النكاح، ولا رهبانية في الإسلام، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله، وخصاء أمتي الصوم، ولا تحرّموا طيبات ما أحل الله لكم، ومن سنتي أن أنام وأقوم وأفطر وأصوم، فمن رغب عن سنتي، فليس مني»
فقال عثمان: والله لوددت يا نبي الله، أي التجارات أحب إلى الله، فأتّجر فيها، فنزلت.
وهذا مع ما ذكر سابقا من حالات تعدد أسباب النزول.
2- الإيمان والجهاد خير من الأموال والأنفس في الواقع وعند تأمل الإنسان مستقبله، وتعمقه في الفكر، لذا قال تعالى: إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أي إن كنتم