لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ قرئ ينفع بالياء وبالتاء، أما قراءة التاء فعلى الأصل من التطابق بين الفعل والفاعل، وأما قراءة الياء فبسبب وجود الفاصل بينهما.
فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ الفاء لجواب شرط محذوف، تقديره: إن كنتم منكرين البعث، فهذا يومه، أي فقد تبين بطلان إنكاركم.
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ جناس تام بين قوله السَّاعَةُ التي هي القيامة، وقوله السَّاعَةُ التي هي المدة الزمنية المعروفة.
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ القيامة، سميت بها، لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا، أو لأنها تحدث بغتة، وصارت علما للقيامة بالتغليب كالكوكب للزهرة يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا
يحلف الكافرون ما أقاموا في الدنيا أو في القبور غَيْرَ ساعَةٍ مدة زمنية قليلة كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ أي مثل ذلك الصرف عن الواقع في مدة اللبث كانوا يصرفون في الدنيا عن الحق الذي هو البعث وغيره من قول الحق والنطق بالصدق. يقال: أفك الرجل: إذا صرف عن الصدق والحق والخير.
أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ الملائكة أو الإنس المؤمنون فِي كِتابِ اللَّهِ فيما كتبه في سابق علمه أو قضائه فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ الذي أنكرتموه وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ أنه حق واقع لتفريطهم في النظر مَعْذِرَتُهُمْ أي عذرهم في إنكارهم له وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ لا يطلب منهم العتبى، أي الرجوع إلى ما يرضي الله تعالى، يقال: استعتبني فلان فأعتبته، أي استرضاني فأرضيته.
بعد بيان أدلة التوحيد في خلق الإنسان في النشأة الأولى، ودلائل البعث والإعادة مرة أخرى إلى الحياة، ذكر الله تعالى أحوال البعث ومقارنتها بأحوال الدنيا، وما يحدث يوم القيامة من مناقشات بين أهل الإيمان وبين المجرمين،