ويترتب على هذا النداء التوبيخي زيادة غمهم وفرط حزنهم وألمهم، وقد أكد ذلك بالإشهاد عليهم، ليعلم أن التقصير منهم، فيكون ذلك زائدا في غمهم، فقال:
وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً، فَقُلْنا: هاتُوا بُرْهانَكُمْ، فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ، وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ أي وأخرجنا أو أحضرنا من كل أمة شاهدا عليهم وهو نبيهم أو رسولهم، كما قال تعالى: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ [الزمر 39/ 69] وقال: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً [النساء 4/ 41] فكل رسول يشهد على قومه بأعمالهم في الدنيا، ويشهد محمد صلّى الله عليه وسلم على الأنبياء جميعا.
وقلنا لهم: أحضروا برهانكم على صحة ما ادعيتموه من أن لله شريكا، فلم يتمكنوا ولم يجيبوا، وعلموا علم اليقين حينئذ أن الحق في الألوهية لله وحده، فلا إله غيره، ولا رب سواه، ولا شريك له في ملكه وسلطانه، وذهب عنهم أو تبدد باطلهم وافتراؤهم، وتضليلهم وكذبهم الذي كان منهم في الدنيا بنسبة الشريك لله، فلم ينفعهم شيئا، كما غابت عنهم آلهتهم غيبة الشيء الضائع، فلم ينفعوهم.
1- إن تعاقب الليل والنهار دليل على عظمة الله وقوة سلطانه وتوحيده، وهو أيضا نعمة ورحمة بالمخلوقات جميعا من إنسان وحيوان ونبات وجماد، أما بالنسبة للإنسان ففي الليل دعة وهدوء، وسكون وراحة من عناء العمل، وفي النهار حركة وعمل وتكسب وطلب لرزق الله تعالى.
وتلك النعمة تستوجب الشكر، وتستحق حمد الله على الدوام، ويكون