الإعراب:

إِنْ أَرَدْتُ شرط، وجواب الشرط دل عليه: وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي وتقدير الكلام:

إن كان الله يريد أن يغويكم، فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي.

البلاغة:

فَعَلَيَّ إِجْرامِي مجاز بالحذف، أي عقوبة إجرامي، على سبيل الفرض، بدليل استعمال كلمة إِنِ الدالة على الشك. وأما إجرامهم فهو محقق: وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ.

المفردات اللغوية:

جادَلْتَنا خاصمتنا. فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فأطلته أو أتيت بأنواعه. فَأْتِنا بِما تَعِدُنا به من العذاب. إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في دعوى النبوة، والوعيد، فإن مناظرتك لا تؤثر فينا. إِنْ شاءَ تعجيله لكم، أو تأجيله، فإن أمره إليه لا إلي. وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ بدفع العذاب أو الهرب منه فلستم بفائتين الله تعالى.

نُصْحِي النصح: قصد الخير للمنصوح وإخلاص القول والعمل له. أَنْ يُغْوِيَكُمْ أي إغواءكم أي الإيقاع في الغيّ والفساد، وقيل: المراد أن يهلككم هُوَ رَبُّكُمْ خالقكم والمتصرف فيكم على وفق إرادته. وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فيجازيكم على أعمالكم.

أَمْ يَقُولُونَ بل أيقول كفار مكة. افْتَراهُ اختلق محمد القرآن. فَعَلَيَّ إِجْرامِي أي عقوبة ذنبي ووباله. وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ أي من إجرامكم في إسناد أو نسبة الافتراء إلي.

المناسبة:

بعد أن أجاب نوح قومه على شبهاتهم، أوردوا عليه أمرين: الأول- أنهم وصفوه بكثرة المجادلة، والثاني- أنهم استعجلوا العذاب الذي كان يتوعدهم به. ثم ذكر تعالى يأسه منهم، واعتراضا في القصة وهو براءة محمد من نسبة افترائهم إليه.

التفسير والبيان:

قال قوم نوح له: قد حاججتنا فأكثرت من ذلك، ونحن لا نتبعك، فأتنا بما تعدنا به من العذاب المعجل في الدنيا، إن كنت صادقا في دعواك أن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015