ونصب: عِبادٌ أَمْثالُكُمْ، والمعنى: ما الذين تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عبادا أمثالكم، على إعمال: إن عمل ما الحجازية، وهو مذهب المبرد. وأما مذهب سيبويه فهو إهمالها.
أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها هذا إطناب يراد به زيادة التقريع والتوبيخ. والاستفهام في المواضع المختلفة استفهام إنكار، أي ليس لهم شيء من ذلك مما هو لكم، فكيف تعبدونهم وأنتم أتم حالا منهم؟!
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة مِنْ دُونِ اللَّهِ. وأصل الدعاء: النداء، ويقصد به غالبا دفع ضرر أو جلب خير. عِبادٌ مملوكة لله فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ دعاءكم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في أنها آلهة يَبْطِشُونَ يضربون ويصولون بها.
ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ إلى هلاكي فَلا تُنْظِرُونِ تمهلون، فإني لا أبالي بكم.
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ أي متولي أموري نَزَّلَ الْكِتابَ القرآن وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ من عباده بحفظه فضلا عن أنبيائه وَإِنْ تَدْعُوهُمْ أي الأصنام وَتَراهُمْ أي الأصنام يا محمد يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ أي يقابلونك كالناظر، فهم يشبهون الناظرين إليك لأنهم صوروا بصورة من ينظر إلى من يواجهه.
هذه الآيات تأكيد لما سبق بيانه أن الأصنام لا تصلح للألوهية، بقصد غرس التوحيد في القلوب، واستئصال جذور الشرك من النفوس.
إن تلك الأصنام التي تعبدونها وتسمونها آلهة من دون الله، وتدعونها لدفع الضر أو جلب النفع هم عباد أو عبيد مثل عابديها، في كونهم مخلوقات لله مثلهم، خاضعون لإرادته وقدرته، بل الأناس أكمل منها لأنها تسمع وتبصر وتبطش، وتلك لا تفعل شيئا من ذلك. وإذا كانت على هذا النحو فكيف يصح عقلا