أمّا نبيّ الله موسى فأعلن بشارته بإهلاك فرعون، وقوّى قلوبهم بما وعدهم من خلافة الأرض، ليتمسّكوا بالصبر، ويتركوا الضّجر والجزع المذموم، ثم بيّن بقوله: فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ما يريده من حثّهم على التّمسّك بطاعة الله، والاستعداد لشكر النّعمة، وزوال النّقمة. وقد تحقّق الوعد بالإغراق وبأنواع العذاب الآتية في الآيات التّالية.
أنواع عذاب الدّنيا بآل فرعون
[سورة الأعراف (7) : الآيات 130 الى 133]
وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133)
الآيات التّسع
مَهْما تَأْتِنا مَهْما: اسم شرط، والدّليل على أنه اسم عود الضمير إليه من قوله تعالى: تَأْتِنا بِهِ وهو منصوب بفعل: تَأْتِنا على قول من قال: زيدا ضربته، ويجوز أن يكون في موضع رفع، على قول من قال: زيد ضربته، وتَأْتِنا: مجزوم بمهما لأنه شرط، وجواب الشّرط قوله تعالى: فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ.
آياتٍ مُفَصَّلاتٍ حال منصوب مما قبله من الأشياء المذكورة في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ ... والعامل: أرسلنا.