لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبّيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك» .

وأخرجه الدارقطني أيضا وقال في آخره: بلغنا عن النّضر بن شميل، وكان من العلماء باللغة وغيرها قال: معنى قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والشر ليس إليك»

: الشر ليس مما يتقرب به إليك.

ولم ير الإمام مالك إيجاب التوجه في الصلاة على الناس، ولا قول:

«سبحانك اللهم وبحمدك» والواجب عليهم التكبير ثم القراءة، بدليل

قوله صلّى الله عليه وسلّم للأعرابي الذي علّمه الصلاة: «إذا قمت إلى الصلاة فكبّر ثم اقرأ»

ولم يقل له:

سبّح، كما يقول أبو حنيفة، ولا قل: وجهت وجهي، كما يقول الشافعي.

وقال لأبيّ: «كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟» قال: قلت: الله أكبر، الحمد لله رب العالمين.

فلم يذكر توجها ولا تسبيحا.

ويلاحظ أنه ليس أحد بأول المسلمين إلا محمدا صلّى الله عليه وسلّم. فإن قيل: أوليس إبراهيم والنبيون قبله؟ أجاب القرطبي بثلاثة أجوبة:

الأول- أنه أول الخلق أجمع معنى، كما

في حديث أبي هريرة من قوله صلّى الله عليه وسلّم: «نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة»

وفي حديث حذيفة: «نحن الآخرون من أهل الدنيا، الأوّلون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق» .

الثاني- أنه أولهم لكونه مقدما في الخلق عليهم، قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ

قال قتادة: إن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال فيما رواه ابن سعد: «كنت أول الناس في الخلق، وآخرهم في البعث»

فلذلك وقع ذكره هنا مقدّما قبل نوح وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015