الإعراب:

لَيَجْمَعَنَّكُمْ اللام: لام جواب القسم، وهي جواب كَتَبَ لأنه بمعنى: أوجب، ففيه معنى القسم.

الَّذِينَ خَسِرُوا إما مبتدأ، وخبره: فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ودخلت الفاء في خبر الَّذِينَ لأن كل اسم موصول بجملة فعلية إذا وقع مبتدأ، فإنه يجوز دخول الفاء في خبره، كقولك: الذي يأتيني فله درهم. وإما منصوب على البدل من الكاف والميم في لَيَجْمَعَنَّكُمْ وهو بدل الاشتمال، وإليه ذهب الأخفش، والوجه الأول أوجه.

وقال الزمخشري: إنه منصوب على الذم، أو مرفوع، أي أريد الذين خسروا أنفسهم أو أنتم الذين خسروا أنفسهم.

مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ يُصْرَفْ مبني للمجهول، ونائب الفاعل مقدر تقديره: من يصرف عنه العذاب يومئذ. وقرئ مبنيا للمعلوم، وفاعله: الله تعالى، وحذف المفعول وتقديره:

من يصرف الله عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه. والوجه الأول أوجه: لأنه أقل إضمارا، وكلما كان الإضمار أقل، كان أولى.

البلاغة:

السَّمِيعُ الْعَلِيمُ من صيغ المبالغة.

المفردات اللغوية:

كَتَبَ فرض وأوجب إيجاب تفضل وكرم لَيَجْمَعَنَّكُمْ ليحشرنكم، والمقصود من الكلام: ليجازينكم بأعمالكم لا رَيْبَ فِيهِ لا شك. خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ أي تركوا ما يقتضيه العقل والعلم والمصلحة الحقيقية، وعرّضوا أنفسهم للعذاب. ما سَكَنَ ثبت. من السكون: ضد الحركة، وفيه اكتفاء بما ذكر عما يقابله، أي له ما سكن وما تحرك، مثل قوله تعالى: سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ [النحل 16/ 81] أي والبرد. والمقصود: له تعالى كل شيء، فهو ربه وخالقه ومالكه.

وَلِيًّا ناصرا.

فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي منشئهما ومبدعهما على غير مثال سابق. يُطْعِمُ يرزق.

وَلا يُطْعَمُ لا يرزق أي هو الرازق لغيره ولا يرزقه أحد. إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي بعبادة غيره.

عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ هو يوم القيامة. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ أي من يبعد عنه العذاب.

رَحِمَهُ أي نجّاه من العذاب والأهوال، وأراد له الخير. الْفَوْزُ الْمُبِينُ النجاة الظاهرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015