خصصتهم بالمكانة الرفيعة في أعلى الجنان. وهم المذكورون في آية النساء السابقة.

وفي صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: [كنتُ أبيتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: يا رسول الله، أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود] (?).

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن أهلَ الجنة ليتراءَوْنَ أهل الغُرَف من فوقهم، كما تراءَونَ الكوكب الدُّرِيَّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين] (?).

وفي صحيح البخاري عن أنس: [أن رجلًا من أهل البادية أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، متى الساعةُ قائمة؟ قال: وَيْلَكَ، وما أعْدَدْتَ لها؟ قال: ما أعددتُ لها إلا أني أُحِبُّ الله ورسوله، قال: إنك مع من أحْبَبْت، فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم، ففرِحْنا يومئذٍ فرَحًا شديدًا] (?).

وفي رواية: [المرء مع من أحب]. قال أنس: (فما فرح المسلمون فَرَحهم بهذا الحديث). في رواية أخرى قال أنس: (إني لأحبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحبُّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وأرجو أن يبعثني الله معهم وإن لم أعمل كعملهم).

وقوله: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ}. يعني ذلك عطاء الله المؤمنين وفضله عليهم.

وقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}. أي: بطاعة المطيع منهم، ومعصية العاصي، ومن يستحق صحبة الذين أنعم الله عليهم من الرفيق الأعلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015