أخرج أبو داود وابن خزيمة في الصفات بسند على شرط مسلم، عن المقري، حدثنا حرملة، حدثني أبو يونس، سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، ويضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه ويقول: [هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها ويضع إصبعيه] (?).
59. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}.
في هذه الآية: أمْرُ الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وأمراء الحق والعلماء من بعدهم، وَبِرَدِّ الأَمْرِ عند الخلاف إلى الأصلين العظيمين: الكتاب والسنة، ذلك هو السبيل القويم لمن آمن بالله واليوم الآخر.
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما: [{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} قال: نزلت في عبد الله بن حُذافة بن قيس بن عَدِيّ إذ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَرِية] (?).
وعن عطاء: ({أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، قال: طاعة الرسول، اتباعُ سنته). أو قال: (طاعة الرسول، اتباع الكتاب والسنة). وقد ورد أكثر من قول في قوله: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}:
1 - قال أبو هريرة: (هم الأمراء) - ذكره ابن جرير.
2 - وقال مجاهد: (أولي الفقه منكم). أو قال: (أولي الفقه والعلم).
3 - وقال ابن أبي نجيح: (أولي الفقه في الدين والعقل).
4 - وقال ابن عباس: (يعني: أهل الفقه والدين).