لهم. أو زعمهم أن أبناءهم سيشفعون لهم. وكله مرجوح بالقول الأول المناسب للسياق.

وقد جاءت السنة الصحيحة بذم التمادح والتزكية، في أحاديث:

الحديث الأول: أخرج الإِمام مسلم في صحيحه عن المقداد بن الأسود قال: [أَمرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أن نحثوَ في وجود المداحين التراب] (?).

وفي لفظ: [إذا رأيتم المداحين، فاحْثوا في وجوههم التراب].

الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى قال: [سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يُثني على رجل ويُطريه في المِدْحة، فقال: أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل] (?).

والإطراء المبالغة في المَدْح.

الحديث الثالث: أخرج الشيخان من حديث أبي بكرة وفيه: "إن كان أحدكم مادحًا لا محالة، فليقل: أحْسبُ كذا وكذا، إن كان يرى أنه كذلك، ولا يزكي على الله أحدًا] (?).

وقوله: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}.

1 - قال ابن عباس: (الفتيل ما خرج من بين إصبعيك). يعني من الوسخ، إذا فتلت إحداهما بالأخرى.

2 - وقال عطاء: (الفتِيل، الذي في بطن النواة). وقال مجاهد: (الفتيل، في النّوى).

3 - وقال الضحاك: (الفتيل، شق النواة).

وكلها معان محتملة، مفادها أن الله يزكي من يشاء من خلقه فيوفقه، ويخذل من يشاء من أهل معاصيه، ولا يظلم أحد عنده مقدار الفتيل.

وقوله: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} يعني الذين يزكون أنفسهم من أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015