قال: بلى يا رسول الله، ولكن أصابتني جنابة ولا ماء. قال: عليك بالصعيد، فإنه يكفيك] (?).
والتيمّم لغة: القصد. والصعيد: كل ما سعد على وجه الأرض. ومن ثمّ فإن كل ما هو من جنس الأرض من التراب والرمل والحجر والجدران داخل في ذلك. والطيب: قيل الحلال، أو الذي ليس بنجس.
ففي صحيح مسلم عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعِلت صُفُوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلُّها مسجدًا، وجُعِلت تربَتُها لنا طَهورًا إذا لم نجدِ الماء]. وفي لفظ: [وجعل ترابها لنا طهورًا إذا لم نجد الماء] (?).
وفي مسند أحمد وجامع الترمذي وصحيح الحاكم عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الصعيد الطيِّبَ وَضُوء المسلم وإن لم يجد الماء عشرَ سنين، فإذا وجد الماء فليُمسَّه بشرتهُ، فإنّ ذلك هو خير] (?).
وفي لفظ: [إن الصعيد الطيب طهور ما لم تجد الماء ولو إلى عشر حجج، فإذا وجدت الماء فأمِسَّه بشرتَك].
وقوله: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ}.
أخرج البخاري ومسلم عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: [أجنبت فلم أصب ماء، فتمعكت (?) في الصعيد وصليت، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنما كان يكفيك هكذا. وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه] (?).
وفي المسند عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [التيمم ضربة للوجه والكفين] (?).
وسيأتي سبب نزول آية التيمم في أول سورة المائدة إن شاء الله تعالى.