قال مجاهد: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} يعني: أنهم المنافقون).

وقال ابن إسحاق: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ}: أن يحبط أعمالهم). ثم أخبر سبحانه أنهم مع حرمانهم ثواب الآخرة {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم} في نار جهنم.

ثم أكدّ ذلك سبحانه بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} يعني المنافقين {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} بل إنما يضرون أنفسهم بإيجابهم عليها عقوبة الله {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

وقوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

أخرج البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلِته. ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]] (?).

فلا يظنن الذين كفروا بالله ورسوله وما جاء به من عند الله أن تأخيرهم يكفرون في الأرض خير لهم، بل هو من باب المكر بهم حتى إذا نزل بهم الموت دخلوا في جحيم العذاب المتتابع من البرزخ إلى يوم القيامة إلى الخلود في الشقاء والجحيم والعياذ بالله.

وقوله: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.

قال مجاهد: (ميز بينهم يوم أحد، المنافقَ من المؤمن). وقال ابن جريج: اليبين الصادق بإيمانه من الكاذب).

وقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}. قال ابن إسحاق: (أي: فيما يريد أن يبتليكم به، لتحذروا ما يدخل عليكم فيه).

وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}. قال مجاهد: (يخلصهم لنفسه).

وقوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا}. قال ابن إسحاق: (أي: ترجعوا وتتوبوا, {فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015