أخرج الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون] (?).

وقوله: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. قال ابن إسحاق: (يعلمون ما حرمت عليهم من عبادة غيري). وقال مجاهد: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنه من تاب تاب الله عليه).

فكأنه يخاطب سبحانه أهل أحد بقوله: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا معصية الرسول والوقوع في مخالفته، وسارعوا إلى المغفرة والصدقة والعمل الصالح لتتجاوزوا ما حصل، وإياكم والإصرار على الذنب، فإن ذلك من الكبائر، وليكن ما حصل لكم يوم أحد مصدر رحمة يحملكم على رحمة الناس إذا ما وقعوا أو زلوا، فتتجاوزون عن هفواتهم، وتكظمون الغيظ عنهم، لتنالوا بذلك عفو الله ورضوانه.

وقوله: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}. أي: جزاؤهم على هذه الصفات التي اتصفوا بها المغفرة والجنات، تجري تحتها الأنهار من ألوان المشروبات، ماكثين فيها أبدًا لا يحولون عنها.

وقوله: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}: أي: نعم المستقر للعاملين المجدين، وهي أرض الجنة وما زينها الله به، وما هيأها لأحبابه وأوليائه، ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

137 - 143. قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015