صوافَّ تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة] (?).
الغيايتان: ما يكون أدون منهما بالكثافة وأقرب إلى رأس صاحبهما، فالغياية ما أظلك من فوقك. وقوله: "صَواف" أي مصطفة متضامنة. والبطلة: السحرة. أي لا تستطيع التأثير على صاحبها. وقيل: لا تستطيع حفظها.
الحديث الرابع: يروي الترمذي والنسائي والحاكم بسند صحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [إن الله تعالى كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان] (?).
وأصل معناه في الصحيحين عن أبي مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في ليلة كفتاه] (?).
الحديث الخامس: أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: [بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم، فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته] (?).
الحديث السادس: أخرج النسائي والترمذي واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثًا وهم ذوو عدد، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنًا فقال: ما معك يا فلان؟ فقال معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال: أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم. قال: اذهب فأنت أميرهم. فقال رجل من أشرافهم: والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا أني خشيت أن لا أقوم بها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تعلموا القرآن واقرؤوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه