قومِه، فإن قريشًا قد منعوني أن أُبِلِّغَ كلامَ ربي] (?).
الحديث الثاني: أخرج البخارى ومسلم وأحمد عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ندب الناس يوم الأحزاب، فانتدب الزبير، ثم ندبهم، فانتدب الزبير رضي الله عليه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ لكل نبي حواريًا وحواريَّ الزبير] (?).
الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند، ومسلم في الصحيح، عن عبد الله بن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حَواريُّون وأصحابٌ يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تَخْلُفُ من بَعْدهم خُلوفٌ، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبةُ خردل] (?).
وقوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ}. هو قولهم الذي أصابوا به الفضل من ربهم.
وقوله: {وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. قال محمد بن جعفر بن الزبير: (لا كما يقول هؤلاء الذين يحاجونك فيه - يعني وفد نصارى نجران).
وقوله تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}. قال عكرمة: (مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -). قال ابن جرير: (أي صدقنا بما أنزلت على نبيك عيسى من كتابك، {وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ}، يعني بذلك: صرنا أتباع عيسى علي دينك الذي ابتعثته به، وأعوانه على الحق الذي أرسلته به إلى عبادك، وقوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، يقول: فأثبت أسماءنا مع أسماء الذين شهدوا بالحق، وأقرّوا لك بالتوحيد، وصدقوا رسلك).
وقوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
إخبار من الله سبحانه عن الملأ من بني إسرائيل حين همّوا بقتل عيسى عليه السلام وصلبه، عندما وشوا لملك ذلك الزمان، وكان كافرًا، أن رجلًا يضل الناس عن