قال تعالى في سورة الأنفال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ... } [الأنفال: 29]. وقال في سورة الحديد: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ... } [الحديد: 28].

أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند حسن عن أبي سعيد الخدري، أن رجلًا جاءه فقال: أوصني، فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قبلك: [أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض] (?).

وقوله: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

أي: يعلم كل شيء من أعمالكم، فهو يحصيها عليكم، ليجازيكم بها.

283. قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)}.

في هذه الآية: الترغيب في أخذ الرهان عند غياب الكاتب في السفر، ثم أداء الأمانات عند الرجوع إلى الحضر، والترهيب من كتم الشهادة، فإن في ذلك أعظم الضرر.

قال الضحاك: (فمن كان على سفر فبايع بيعًا إلى أجل فلم يجد كاتبًا، فرخص له في الرهان المقبوضة، وليس له إن وَجد كاتبًا أن يرتهن).

وقال ابن عباس: (أو وجدوه ولم يجدوا قرطاسًا أو دواة أو قلمًا، فرهان مقبوضة). قال: (ربما وجد الرجل الصحيفة ولما يجد كاتبًا).

وفي صحيح البخاري عن أنس: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تُوفِّيَ ودِرْعُهُ مرهونة عند يهودي على ثلاثين وَسْقًا من شعير، رهنها قوتًا لأهله] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015