المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة] (?).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمُسرُّ بالقرآنِ كالمُسرّ بالصدقة] (?).
ولا شك أن الأصل بالصدقة الإسرار إلا لمصلحة شرعية، مع التأكد من سلامة القصد والنية.
وقوله: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
قال ابن كثير: (أي: بدل الصدقات، ولا سيما إذا كانت سرًّا، يحصل لكم الخير في رفع الدرجات ويكفر عنكم السيئات).
وهناك من قرأها: "ونكفِّرْ" بالجزم، عطفًا على محل جواب الشرط، وهو قوله: {فَنِعِمَّا هِيَ}، كقوله {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ}. وهي قراءة عامة أهل المدينة والكوفة والبصرة.
وقوله: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
يعني: يعلم الإسرار والعلن والنية والقصد، فهو محيط بكل شيء، يحصي لكم أعمالكم ثم يوافيكم إياها ويجازيكم عليها يوم القيامة.
272 - 274. قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا