الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان] (?).
وقوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ}.
ترك إقامة حدود الله هو استخفاف المرأة بحق زوجها، وسوء طاعتها إياه. قاله ابن عباس ومالك بن أنس وجمهور الفقهاء. وقال الحسن بن أبي الحسن: (إذا قالت المرأة لا أطيع لك أمرًا، ولا أغتسل لك من جنابة، ولا أبرّ لك قسمًا، حل الخلع). وقال الشعبي: {أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} ألا يطيعا الله، وذلك أن المغاضبة تدعو إلى ترك الطاعة). وقال عطاء بن أبي رباح: (يحل الخلع والأخذ أن تقول المرأة لزوجها: إني أكرهك ولا أحبك، ونحو هذا {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ}.
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس: [أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خُلُق ولا دين، ولكن لا أطيقه! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتردّين عليه حديقته؟ قالت: نعم] (?).
وأخرجه ابن ماجة بسند جيد من حديث عكرمة عن ابن عباس: [أن جميلة بنت سَلُول أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: والله ما أعيب على ثابت في دين ولا خُلق ولكني أكره الكفر في الإسلام، لا أطيقهُ بغضًا! فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم. فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ منها حديقته ولا يزداد] (?).
وأخرجه الإمام مالك في الموطأ: [عن يحيى بن سعيد، عن عَمْرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة، أنها أخبرته عن حَبيبة بنت سهل الأنصارية، أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شمّاس، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى الصُّبح، فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغَلس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من هذه؟ قالت: أنا حبيبة بنتُ سهل. فقال: ما شأنك؟ فقالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس -لزوجها-، فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر. فقالت حبيبة: يا رسول الله، كل ما أعطاني عندي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: