وكذلك في صحيح الإمام مسلم عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن الشيطان يحضُرُ أحدَكم عند كل شيء مِنْ شأنِه، حتى يحضرَه عندَ طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمةُ فليُمِط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلْها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابِعَهُ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة] (?).

خامسًا - يعرض له ليحرش بينه وبين إخوانه:

روى أحمد ومسلم عن جابر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن الشيطان قد أيِسَ أن يعبده المصلون (?) ولكن في التحريش بينهم] (?).

سادسًا - يعرض له ليزين له الفواحش والمنكر:

روى أحمد عن أبي سعيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن الشيطان قال: وعِزتك يا رب لا أبرحُ أُغوي عبادكَ ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني] (?).

والمؤمن مطالب إزاء هذا الزحف الشيطاني، والهجوم المتتابع الإبليسي، بالالتجاء إلى اللَّه ليكف عنه شر المردة، فإنه لا يكفهم عن بني آدم إلا اللَّه، وقد جعلهم فتنة للبشر ليختبر بذلك دينهم وصدقهم، ومطالب أيضًا بكف الشبهة عن نفسه أمام الناس لئلا يصطاد عليها الشيطان فيأكل عليها ويشرب، ويشيع الفاحشة والضغينة في الأرض.

وقد صنَّف الإمام مسلم في صحيحه بابًا سماه: "باب إذا مرّ برجل ومعه امرأة فليقل إنها فلانة" وذكر تحته حديث أم المؤمنين صفية بنت حُيي رضي اللَّه عنها قالت: [كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- معتكفًا، فأتيتُه أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قصت لأنقلب فقام معي لِيقلبني،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015