رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خبرَ ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس (?) الذي نزل على موسى، يا ليتني فيها جذَعًا (?)، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومُكَ. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَمُخْرِجِيَّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي (وفي رواية: أوذي) وإن يدركني يومُكَ أنصُرْك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشبْ ورقة أن توفي وفتر الوحي] (?).

فكانت سورة العلق أول شيء نزل من القرآن (?)، وقد رُوي ذلك عن عائشة رضي اللَّه عنها، وكذلك عن بعض الصحابة والتابعين.

قال عبيد بن عمير: (أول سورة نزلت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق}).

وقال عطاء بن يسار: (أول سورة نزلت من القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}).

وقد روى ابن جرير في تفسيره بسنده إلى أبي رجاء العطاردي قال: (كنا في المسجد الجامع، ومقرئنا أبو موسى الأشعري، كأني أنظر إليه بين بردين أبيضين، قال أبو رجاء: عنه أخذت هذه السورة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} وكانت أول سورة نزلت على محمد).

قال ابن جرير: (يعني جل ثناؤه بقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: اقرأ يا محمد بذكر ربك (?) {الَّذِي خَلَقَ}. ثم بين الذي خلق فقال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} يعني: من الدم، وقال: من علق، والمراد به من علقة، لأنه ذهب إلى الجمع. ثم قال: وقوله: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} يقول: اقرأ يا محمد وربك الأكرم {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} خَلْقَهُ الكتاب والخط).

وقال قتادة: (القلم نعمة من اللَّه عظيمة، لولا ذلك لم يقم ولم يصلح عيش). وقال ابن زيد: ({عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: عَلَّمَ الإنسان خطًا بالقلم).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015