قُحْمَةٌ (?) شديدة فاقتحموها بطاعة اللَّه تعالى). وقال الحسن: (هي واللَّه عقبة شديدة: مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوّه الشيطان). وقيل: العقبة خَلاصُه من هول العرض.

وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ}. استفهام لزيادة التقرير والاهتمام. قال القاسمي: (أيْ أيّ شيء أعلمك ما اقتحام العقبة؟ وفي الاستفهام زيادة تقريرها وكونها عند اللَّه تعالى بمكانة رفيعة).

وقوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ}. فكّها خلاصها من الأسر. وقيل: من الرِّق.

قال القرطبي: (والفكّ: هو حل القيد، والرِّق قيد. وسمي المرقوق رقبة، لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته، وسمِّي عتقها فَكًّا كفك الأسير من الأسْر).

وقد حفلت السنة العطرة بأحاديث كثيرة في فضائل العتق، منها:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: [أَيَّما رَجُلٍ أعتقَ امرأً مسلمًا اسْتَنْقَذَ اللَّه بِكُلِّ عُضْوِ مِنْهُ عُضْوًا من النار] (?).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح عن سعيد بن مُرجانَةَ: [أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أَعْتَقَ رقبةً مؤمنة أعتقَ اللَّه بكل إِرْبٍ منها إرْبًا منه من النار، حتى إنه ليُعْتِقُ باليدِ اليدَ، وبالرجلِ الرجلَ، وبالفرجِ الفرجَ". فقال عليُّ بن الحسين: أنت سمعتَ هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم. فقال علي بن الحسين لغلام له أفْرَهُ غلمانه: ادعُ مِطْرَفًا. فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حُرٌّ لوجهِ اللَّه] (?).

وروى البخاري نحوه وفيه: (فعمد عليّ بن الحسين رضي اللَّه عنهما إلى عَبْدِ له قد أعطاهُ به عبد اللَّه بنُ جَعفر عَشَرَةَ آلافِ درهم، أو ألْفَ دينار فأعتقه).

الحديث الثالث: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: سمعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015