العَشْر أفضلُ منها في هذه. قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: ولا الجهادُ، إلا رجلٌ خرجَ يُخاطِرُ بنفسه ومالِه فلمْ يرجِعْ بشيء] (?).
ورواه أحمد وأبو داود والترمذي بلفظ: [ما مِنْ أيام العَمَلُ الصالح فيها أحبُّ إلى اللَّه، من هذه الأيام -يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول اللَّه! ولا الجِهادُ في سبيل اللَّه؟ قال: ولا الجهاد في سبيل اللَّه، إلا رجلٌ خرج بنفسه وما له فلم يرجع من ذلك بشيء] (?).
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالت: [كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصوم تسعَ ذي الحجة، ويومَ عاشوراء، وثلاثَةَ أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر والخميس] (?).
وقوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. الشفع: الزوج، والوتر: الفرد، وذلك من كل الأشياء. وعن عكرمة: (الشفع: يومُ الأضحى، والوَتْر يوم عرفة).
وقال قتادة: (إن من الصلاة شفعًا، وإن منها وترًا). وعن ابن عباس قال: (اللَّه وتر وأنتم شفع. ويقال الشفع صلاة الغداة، والوتر صلاة المغرب).
قلت: والآية عامة في كل شفع وَوَتْر، فأقسم اللَّه قسمًا عامًا يشمل الخلق والخالق، فهو وَتْر سبحانه وخلقه شفع، للازدواج فيه، كما قال جل ثناؤه: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49]. قال مجاهد: (كل خلق اللَّه شفع، السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر، والكفر والإيمان، والسعادة والشقاوة، والهدى والضلالة، والليل والنهار).
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [للَّه تِسْعَةٌ وتسعون اسمًا -مئةٌ إلا واحدًا- مَنْ حَفِظَها دخَلَ الجنة، وهو وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْر] (?). وفي رواية: (مَنْ أحصاها).