بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1 - 10. قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.

في هذه الآيات: يُقسم اللَّه سبحانه بالسماء وما جعل فيها من النجوم والكواكب النيِّرة المضيئة، وتعظيم القَسَم بالسماء متعلق بعظم قدر السماء في أعين الخلق لكونها معدن رزقهم، ومسكن الملائكة، وفيها خلق الجنة، فأقسم بها وبالطارق -والمراد جنس النجوم- التي يرجم بها لعظم منفعتها، ثم فسّره بالنجم الثاقب أي المضيء، أنّ كل نفس عليها حفظة من الملائكة، فحري بالإنسان أن ينظر إلى تركيب خلقه، ليؤمن برجوعه إلى ربه، يوم تبلى السرائر، فماله من منقذ يدفع عنه يومئذ ولا ناصر.

فقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. قال البخاري: (هو النّجْمُ، وما أتاك ليلًا فهو طارق). وقال قتادة: (إنما سُمِّيَ النجم طارقًا لأنه إنما يُرى بالليل ويختفي بالنهار).

ويؤيد ذلك ما في الصحيحين والمسند من حديث جابر بن عبد اللَّه قال: [كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يَكْرَهُ أن يأتِيَ الرجُلُ أهْلَهُ طُرُوقًا] (?). أي: يأتيهم فجأةً بالليل.

وفي رواية: [إذا أطالَ أحدكم الغَيْبَةَ فلا يَطْرُق أهْلَهُ ليلًا].

ورواه الحاكم من حديث ابن رواحة، والطبراني من حديث ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [لا تطرقوا النساء ليلًا] (?).

وفي المسند ومعجم الطبراني بسند جيد من حديث أبي التياح في تعوذ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015