عُرَاة غُرْلًا". فقالت امرأة: أيبصر أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: يا فلانة {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}] (?).

وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن عروة: [عن عائشة: أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يُبْعث الناسُ يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرلًا". فقالت عائشة: يا رسول اللَّه! فكيف بالعورات؟ فقال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}] (?).

وقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ}. أي: مشرقة مستنيرة مضيئة، وهي وجوه المؤمنين الذين نالوا رضوان اللَّه. وفي لغة العرب: أسفر وجه فلان: إذا حسن وأشرق، وأسفر الصبح: إذا أضاء. وعن ابن عباس: (قوله {مُسْفِرَةٌ} يقول: مشرقة).

وقوله تعالى: {ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ}. قال ابن زيد: (هؤلاء أهل الجنة). أي: وجوه أهل السعادة يومئذ {ضَاحِكَةٌ}: أي مسرورة فرحة. {مُسْتَبْشِرَةٌ} أي: قد ظهر البِشر عليها بما آتاها اللَّه من الكرامة.

وقوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}. أي غبار ودخان وكدورة.

وقوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}. أي: يغشاها سواد وكسوف وشدّة. قال ابن عباس: ({تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} يقول: تغشاها ذلة). وقال: (يغشاها سواد الوجوه). والقَتَر في كلام العرب: الغبار. قال زيد بن أسلم: (القَتَرة: ما ارتفعت إلى السماء. والغَبَرَة: ما انحطت إلى الأرض، والغبار والغَبَرة: واحد).

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ}. أي هؤلاء الموصوفون بهذا الخزي هم الكفرة قلوبهم، الفجرةُ في أعمالهم، فجوزوا بخبث نياتهم وبسوء أعمالهم.

تم تفسير سورة عبس بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه عصر يوم الثلاثاء 13/ ذي القعدة/ 1426 هـ الموافق 13/ كانون الأول/ 2005 م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015