وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} [الكهف: 49].
2 - وقال تعالى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} [القيامة: 13].
3 - وقال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ} [آل عمران: 30].
وأخرج البخاري ومسلم عن عديِّ بن حاتم قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينَهُ وبينه ترجمان، ولا حجابٌ يَحْجُبُه، فينظُر أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّمَ من عمله، وينظُر أشأمَ منهُ فلا يرى إلا ما قدَّمَ، وينظر بين يديهِ فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشقِّ تمرة] (?).
وقوله: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}. وذلكَ حين يرى القصاص بين البهائم، ثم يسمع قول اللَّه لها: كوني ترابًا، فعندئذ يتقطع قلبه ندامة وحسرة، ويقول: {يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}. فقد ارتسمت أمامه جرائمهُ التي أجَّجَ فيها الحياة الدنيا، وتخيّل لحظات القصاص اليوم، وأيقن أن لا فرار من أمر اللَّه ولا نهايةَ لعذابه ونكاله، وعلم أنَّ البهائم قد اقتصت من بعضها ولكنها سعدت إذ انتهت، وأما من كفر باللَّه من الثقلين فلا سبيلَ اليوم إلى الفرار أو الخلاص.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرةَ مرفوعًا: [لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامةِ، حتى يفاد للشاةِ الجلحاء من الشاة القرناء] (?). والجلحاء: التي لا قرن لها.
وله شاهد عند الإمام أحمد عنه مرفوعًا بلفظ: [يقتصّ الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة] (?). والجمّاء: التي لا قرن لها.
ومن طريق أبي حجيرة عنه مرفوعًا بلفظ: [ألا والذي نفسي بيده، ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا] (?).