على ذلكَ، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرّ).

وقوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}. هو من أشدّ ما نزل في القرآن في خزي الكفار. قال قتادة: عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: (لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} قال فهم في مزيد من العذاب أبدًا). رواه بسنده ابن جرير.

وفي التنزيل نحو ذلك:

1 - قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56].

2 - وقال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 19 - 22].

3 - وقال تعالى: {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97].

وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد رضي اللَّهُ عَنْه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون] (?).

وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّهُ عَنْهُ، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [نارُكم جُزْءٌ من سبعين جُزءًا من نار جهنم. قيل: يا رسول اللَّه، إن كانت لكافية. قال: فُضِّلَتْ عليهن بتسعة وستين جُزْءًا كُلُّهُن مِثْلُ حَرِّها] (?).

31 - 36. قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}.

في هذه الآيات: إخبارُ اللَّه تعالى عن أحوال أهل السعادة والتكريم، أهل الخلود في جنات النعيم، فهم في الحدائق مع الكواعب والشراب والملذات والترفيه والتنعيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015