لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سورة المنافقين] (?).

وقوله: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. ردٌّ من اللَّه على المنافقين، أَنّ بيده تعالى مفاتيح خزائن السماوات والأرض، فهو ينفق كيف يشاء، ولا يقدر أحد أن يعطي أحدًا شيئًا إلا بمشيئته.

وقوله: {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} - أنّ الأمر كذلك، وأنه إذا أراد شيئًا يَسَّره.

وقوله: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}.

أخرج البخاري ومسلم عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري قال: [كنّا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار -أي ضربه برجله-، فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمع ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ما بال دعوى جاهلية. قالوا: يا رسول اللَّه! كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار. فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد اللَّه بن أبي فقال: فعلوها؟ أما واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فبلغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقام عمر فقال: يا رسول اللَّه دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: دعه لا يتحدّث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه. وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد] (?).

ورواه الترمذي وفيه زيادة: [وقال غير عمر: فقال له ابنه عبد اللَّه بن عبد اللَّه: واللَّه لا تنقلب حتى تُقِرَّ أَنّك الذليل، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العزيز ففعل] (?).

ورواه ابن إسحاق، وفيه: (فقال عمر: مُرْ به عبّاد بن بشر فليقتله، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه! لا، ولكن أذّن بالرحيل، وذلك في ساعة لم يكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرتحل فيها، فارتحل الناس. قال: فلما استقل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وسار، لقيه أُسيد بن حُضير، فحيّاه بتحية النبوة وسلّم عليه، ثم قال: يا نبي اللَّه، واللَّه لقد رُحْتَ في ساعة مُنْكَرة، ما كنت تروح في مثلها، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أو ما بَلَغَكَ ما قال صاحبكم؟ قال: وأيّ صاحب يا رسول اللَّه؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015