والسفر، فإن الجهاد باب من الجنة، إنه ينجي صاحبه من الهم والغم] (?).
وقوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}. أي: والذين استشهدوا في سبيل اللَّه فلن يذهب أعمالهم، بل يضاعفها وينميها ويبارك فيها، وربما استمر أجر بعضها إلى يوم القيامة. وفي ذلك أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن سلمان قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [رِباطُ يَوْمٍ وليلةٍ خَيْرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقيامه، وإنْ مات، جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمِنَ الفَتّان] (?).
الحديث الثاني: أخرج مسلم عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [يُغفر للشهيد كلُّ ذنب، إلا الدَّين] (?).
وفي رواية: [القتل في سبيل اللَّه يُكَفِّر كُلَّ شيء، إلا الدَّين].
الحديث الثالث: أخرج أحمد والترمذي وابن ماجة بسند حسن عن المِقدام بن مَعدِيَكرِب الكندي قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [للشهيد عند اللَّه سَبْعُ خصال: يُغْفَرُ له في أَوَّل دَفْعَةٍ من دمه، ويرى مَقعدَهُ من الجنة، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُجار من عذاب القبر، ويأمَن من الفزعِ الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويَشْفَعُ في سبعين إنسانًا من أهلِ بيتِهِ] (?).
وقوله تعالى: {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}. أي: سيهديهم إلى الجنة ويصلح شأنهم ويسعد أحوالهم. وهذه هي المرتبة الرابعة من مراتب الهداية كما جاء في القرآن والسنة. فإن مراتب الهداية أربع:
1 - هداية عامة للخلق.