مُنَادٍ: إنَّ لكم أن تَصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَحْيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَشِبُّوا فلا تَهْرَموا أبدًا، وإنَّ لكم أن تَنْعَمُوا فلا تَيْأَسُوا أبدًا] (?).

وقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ}.

أي آمنت قلوبهم وأيقنت بواطنهم، وانقادت لامتثال أمر اللَّه جوارحهم وظواهرهم.

وقوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}. قال ابن عباس: (تحبرون: تكرمون). وقال مجاهد: (تسرّون). وقال قتادة: (أي تنعمون). وقال الحسن: (تفرحون).

والمقصود: يقال لهم ادخلوا الجنة {أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ} المسلمات في الدنيا. وقيل: أنتم وقرناؤكم من المؤمنين. وقيل: أنتم وزوجاتكم من الحور العين. فإنكم تكرمون فيها وتنعمون وتسرون وتتلذذون وتفرحون، يقع ذلك منكم على القلوب والجوارح.

وقوله: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ}. قال ابن جرير: (يطاف عليهم فيها بالطعام في صحاف من ذهب، وبالشراب في أكواب من ذهب).

وفي الصحيحين من حديث حذيفة، أنه سمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة] (?).

قال الجوهري: (الصحفة كالقصعة والجمع صِحاف. وقال: الكوب كوز لا عروة له، والجمع أكواب). وقال الكسائي: (أعظم القصاع الجَفْنَة، ثم القَصْعة تليها تُشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة، ثم المِئْكلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصُّحَيْفة تشبع الرجل). والصحيفة الكتاب والجمع صحف وصحائف.

وعن مجاهد: ({وَأَكْوَابٍ}: إنها الآنية المدورة الأفواه). قال السدي: (هي التي لا آذان لها). وقال الأخفش: (الأكواب الأباريق التي لا خراطيم لها).

وقوله: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. أي في الجنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015