وفي التنزيل نحو ذلك. قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابنُ مريم، حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدةُ الواحدةُ خيرًا من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية] (?).
وفي صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّه المسيح بن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء، شرقيّ دمشق بين مهروذتين، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طاطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه مثل جُمان كاللؤلؤ. .] (?). وقوله: "بين مهروذتين" أي يلبس ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران. ذكره النووي.
وفي معجم الطبراني بسند صحيح عن أوس بن أوس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق] (?).
وقوله: {فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا}. قال السدي: (تشكون فيها). أي لا تشكوا فيها أنها واقعة لا محالة.
وقوله: {وَاتَّبِعُونِ}. أي فيما أخبركم به. قال النسفي: (أي واتبعوا هداي وشرعي أو رسولي، أو هو أمر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقوله).
وقوله: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}. أي: هذا طريق قويم إلى اللَّه، يوصل إلى جنته ورضوانه.
وقوله: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}. أي عن اتباع الحق واجتناب الآثام.
وقوله: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}. أي: إنه لكم عدو ظاهر العداوة يدعوكم لهلاككم.