أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من سرّه أن يستجيبَ اللَّه له عند الشدائد والكُرَب فليكثر الدعاءَ في الرخَاء] (?).
كما كان من هديه التحذير من مواضع الكبر والغرور، والالتجاء إلى رحمة اللَّه وفضله.
ففي صحيح الإمام مسلم عن جابر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [لا يُدخِل أحدًا منكم عملُهُ الجنة، ولا يجيرُ من النار، ولا أنا إلا برحمة اللَّه] (?).
وفيه عن ابن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [لا يدخلُ الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كبرٍ، قيلَ: إن الرجل يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعله حسنة، قال: إن اللَّه جميل يحب الجمال، الكبر بَطَرُ الحقِّ، وغمْطُ الناس] (?).
وقوله: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}. قال قتادة: (أي بلاء). وقال القرطبي: (أي بل النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها): وقال النحاس: التقدير: بل أعطيته فتنة. وقال ابن كثير: (أي ليسَ الأمر كما يزعمُ إنما نعمتنا كانت اختبارًا لهُ أيطيعُ أم يعصي ونحن أعلمُ بما سيكون منه).
قلت: وهذه الآية كقولهِ في سورة الروم: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الروم: 36 - 37].
وكقوله في سورة الإسراء: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} [الإسراء: 83 - 84].
وقد أخرج ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" والطبراني في "الكبير" وابن حبان في صحيحه بسند حسن عن ابن عمر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن للَّه تعالى أقوامًا يختصّهم بالنعم لمنافِعِ العبادِ، ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحوّلها إلى غيرهم] (?).