عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [اهجوا قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشْق النَّبْل] (?).

ثم روى عنها أيضًا قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: [إن روحَ القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله. وقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هجاهم حسَّانُ فشفى واشتفى].

وروى البخاري في الأدب المفرد -بإسناد صحيح- عن ابن عباس: [أن رجلًا -أو أعرابيًا- أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكلم بكلام بيّن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمة- وفي لفظ: حِكمًا] (?). وفي رواية: (إن من البيان لسحرًا).

وكذلك روى عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [الشعر بمنزلة الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام] (?).

ثم ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: [الشعر منه حسن ومنه قبيح، خُذ بالحسن ودع القبيح، ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعارًا، منها القصيدة فيها أربعون بيتًا، ودون ذلك] (?).

لكن ثبت أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بعض الأبيات من الشعر في مناسبات مع أصحابه، يتغنى بها يشاركهم بهجة الموقف، ولا يعارض هذا وصف الله له بقوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}. فالمقصود: أنه لم ينظم الشعر ولم يهتم به، فقد امتلأ قلبه وعقله بالوحي فلا مكان لغيره.

فقد أخرج الإمام البخاري في الأدب المفرد، والترمذي في الجامع، بإسناد صحيح عن شُريح قال: [قلت لعائشة رضي الله عنها: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: كان يتمثل بشيء من شعر عبد الله بن رواحة، ويتمثل ويقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015