أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسِنّهُ في ساعة واحدة، كما يشتهي] (?).
وقوله: {سَلَامٌ}.
قيل: هو خبر للمبتدأ {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ}. أي لهم فيها ما يدعون مسلّم خالص لهم حقًّا. وقيل: هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أي هو سلام بمعنى المدح. وقيل: هو مرفوع على البدل {مَا}. أي ولهم أن يسلم الله عليهم. وفي قراءة ابن مسعود {سلامًا} في محل نصب حال، أو نصب على التوكيد.
وقوله: {قَوْلًا}. أي أقول ذلك قولًا، فهي مصدر.
وفي مستدرك الحاكم بإسناد صحيح عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله عز وجل: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ فيقولون: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ فيقول: رضواني أكبر] (?).
فالله هو السلام، ورضوانه سبحانه يكون سلامًا على أهل الجنة.
وقد ذكر ابن جرير بإسناده عن القرظي يحدث عن عمر بن عبد العزيز قال: (إذا فرغ الله من أهل الجنة والنار، أقبل في ظلل من الغمام والملائكة فيسلم على أهل الجنة فيردّون عليه السلام. قال القرظي: وهذا في كتاب الله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}).
وقوله: {مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} أي رحيم بهم، إذ تجاوز عما سلف من سيئات أعمالهم، وتداركهم برحمته.
وقوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} - فيه أقوال متقاربة:
1 - قال قتادة: (عُزلوا عن كل خير).
2 - قال الضحاك: (يمتاز المجرمون بعضهم من بعض، فيمتاز اليهود فرقة، والنصارى فرقة، والمجوس فرقة، والصابئون فرقة، وعبدة الأوثان فرقة).