[قال الله تعالى: الكبرياء رِدائي، فمن نازعني في ردائي قصمته] (?).
وفي رواية في الصحيح: [الكبرياء ردائي، والعِزّ إزاري، فمن نازعني في شيء منهما عذبته] (?).
وفي رواية في مسند الإمام أحمد: [الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار] (?).
وأخرج ابن ماجة والحاكم بسند صحيح عن بسر بن جحاش القرشي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [يقول الله: يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بُردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق، وأنى أوان الصدقة] (?).
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}. يعني: عليمًا بخلقه ومن المستحق تعجيل العقوبة ومن هو على ضلالته راجع إلى الهدى بعد غيّه، فهو سبحانه القدير على الانتقام ممن شاء، والقدير على توفيق من أراد منهم للإيمان.
وقوله: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ}.
قال قتادة: (إلا ما حمل نوح في السفينة). أو قال: (وقد فُعل ذلك زمن نوح عليه السلام). فلو يؤاخذهم سبحانه بذنوبهم ما ترك على ظهرها من دابة.
كما قال ابن مسعود: (يريد جميع الحيوان مما دبَّ ودرج).
وقال ابن جرير: (أراد بالدابة هنا الناس وحدهم دون غيرهم).
وقيل هذه الآية كالآية التي في سورة البقرة: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}.
قال مجاهد: (هم الحشرات والبهائم يصيبهم الجَدْب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم).
ولكن يؤخر عقابهم لأجل يعلمه هو سبحانه، محدود لا يقصرون عنه