وقولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ} [البقرة: 55]. وقولهم: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} [البقرة: 61].

أخرج البخاري في كتاب التفسير من صحيحه - عند هذه الآية - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ موسى كان رجلًا حَييًّا. وذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}] (?).

ثم إن البخاري رواه بهذا الإسناد مفصلًا في كتاب أحاديث الأنبياء. قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ موسى كان رجُلَا حَييًّا سِتِّيرًا لا يُرَى من جِلدِه شيءٌ استِحياءً مِنْه، فآذاهُ منْ آذاهُ مِنْ بني إسرائيل، فقال: ما يَسْتَتِرُ هذا التَّسَتُّرَ إلا مِنْ عَيْبٍ بجلده، إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ (?)، وِإمَّا آفةٌ، وإنَّ الله أرادَ أن يُبَرِّئَهُ ممّا قالوا لموسى، فخَلا يَوْمًا وَحْدَهُ فوضَعَ ثيابَهُ على الحجر ثم اغتسل فلما فرغَ أقبل إلى ثيابه لِيأخُذَها وإنَّ الحجرَ عدا بثوبِه، فأخذ موسى عصاهُ وطلبَ الحجرَ فجعل يقول: ثوبي حَجَرُ، ثوبي حَجَرُ، حتى انتهى إلى ملأٍ من بني إسرائيل فَرَأَوْهُ عُرْيانًا أحْسَنَ ما خَلَقَ الله وأبْرأهُ مما يقولون. وقام حَجَرٌ فأخذ بثوبِه فَلَبسَهُ وطَفِقَ بالحَجرِ ضربًا بعصاه، فو الله إنَّ بالحَجَرِ لَنَدَبًا من أثرِ ضَرْبِهِ ثلاثًا أو أربعًا أَو خمْسًا، فذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}] (?).

وفي الصحيحين والمسند عن شقيق، عن عبد الله قال: [قَسَمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يوم قَسْمًا، فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أريد بها وجهُ الله. قال: فقلت: يا عدوَّ الله، أما لأخبرنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قلت. قال: فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاحمَرَّ وجهه، ثم قال: رحمةُ الله على موسى، لقد أُوذِيَ بأكثرَ من هذا فَصَبَر] (?).

وهذه القسمة كانت يوم حنين، كما جاء في الرواية الأخرى عند البخاري عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: [لمّا كان يومُ حُنين آثرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسًا، أعْطى الأقْرَعَ مِئَةً من الإبل، وأعطى عُيينة مِثْلَ ذلك، وأعطى ناسًا، فقال رجل: ما أُرِيدَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015