عليه نكاحُ زوجته بعد فراقه إياها، وإنما هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبيّه الذي لا نبي بعده.

قال ابن كثير: (وإذا كان لا نبيّ بعده فلا رسول بعده بطريق الأَوْلى والأحرى، لأنَّ مقام الرسالة أخصُّ من مقام النبوة، فإن كل رسول نبيّ، ولا ينعكس).

ومن كنوز السنة الصحيحة في ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ مثَلي ومثلَ الأنبياء من قبلي كمَثَل رَجُل بنى بَيْتًا فَأَحْسَنهُ وأَجْمَلَهُ إلا مَوضِعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فجعل الناس يطوفون بهِ ويَعْجَبُونَ لهُ ويقولون: هلّا وُضِعَتْ هذه اللَّبنَة؟ قال: فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتمُ النبيين] (?).

الحديث الثاني: أخرج أحمد والترمذي بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّ الرسالة والنبوّةَ قد انقطعت، فلا رسولَ بعدي ولا نبي. قال: فشقّ ذلك على الناس. قال: قال: ولكن المُبَشِّرات. قالوا: يا رسول الله، وما المبشرات؟ قال: رؤيا الرجل المسلم، وهي جزءٌ من أجزاء النبوة] (?).

الحديث الثالث: أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أُعطيتُ جوامعَ الكلم، وَنُصِرتُ بالرعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلت لي الأرضُ طهورًا ومسجدًا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتِمَ بي النبيّون] (?).

الحديث الرابع: أخرج البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [إن لي أسماءً: أنا محمد، وأنا أحمدُ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشِرُ الذي يُحشَرُ الناسُ على قدمي، وأنا العاقبُ الذي ليس بعدَهُ نبيّ] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015