ويتخطف الناس من حولهم ولكن أكثرهم يكفرون. إنّ الله قد جعل في جهنم مثوى للمتكبرين، وكتب سبحانه الهداية والنصر للمجاهدين في سبيله حق جهاده وإنه تعالى لمع المحسنين.
فقوله: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ}.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} التي يتمتع منها هؤلاء المشركون {إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ} قول: إلا تعليل النفوس بما تلتذّ به، ثم هو مُنْقَضٍ عن قريب، لا بقاء له ولا دوام).
وقوله: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}. قال مجاهد: (لا موت فيها). وقال قتادة: (حياة لا موت فيها). قال ابن عباس: (يقول: باقية).
وقوله: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. أي: لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أبعاد ذلك لآثروا الباقي على الفاني، ولسارعوا للإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر.
وقوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.
إخبارٌ عن إقرار المشركين حالة الهلاك بالبحر بالوحدانية لله، فإنهم إذا عاينوا الاضطرار وحلول الغرق جأروا إليه تعالى مخلصين له الدين لا يشركون به شيئًا.
وقوله: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
قال قتادة: (فالخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم، ثم يشركون بعد ذلك).
وفي التنزيل نحو ذلك:
1 - قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يونس: 22 - 23].
2 - وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67].
وفي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا يدخل