2 - وقال تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} [الفرقان: 75].
3 - وقال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37].
وفي صحيح السنة العطرة في وصف الغرف وسكانها أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري عن سَهْل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ أهلَ الجنة ليتراءَوْنَ الغُرَفَ في الجنة كما تتراءَوْنَ الكوكبَ في السماء] (?).
الحديث الثاني: أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إنَّ أهلَ الجنة يَتَراءوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ من فَوْقِهم، كما تتراءَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابِرَ في الأفق من المَشْرِقِ أو المَغْرِب لتفاضلِ ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغُها غيْرُهُم؟ قال: بلَى، والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصَدَّقُوا المرسلين] (?).
الحديث الثالث: أخرج أحمد وابن حبان والطبراني بسند جيد عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثه: [أن في الجنة غُرفًا يُرى ظاهِرُها من باطنها، وباطِنُها من ظاهرها، أعدَّها الله لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلامَ، وتابع الصلاة والصيام، وقام بالليل والناس نيام] (?).
وفي لفظ: [إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمن أطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام].
قال ابن القيم رحمه الله: (أخبر أنها غرف فوق غرف، وأنها مبنية بناء حقيقة، لئلا تتوهم النفوس أن ذلك تمثيل، وأنه ليس هناك بناء. بل تتصور النفوس غرفًا مبنية كالعلالي، بعضها فوق بعض حتى كأنه ينظر إليها عيانًا. ومبنية صفة للغرف الأولى